المؤتمر الدولي الثامن “سلمان ملتقى الأديان” يجمع 40 دولة لمناقشة تحديات الهوية في عصر الغيبة
كتب / علي قيس الشيخ زبار الاتحاد العربي للإعلام الإلكتروني
شهد مزار الصحابي الجليل سلمان المحمدي (عليه السلام)، صباح اليوم الجمعة 25 شباط 2025، انطلاق فعاليات المؤتمر الدولي الثامن “سلمان ملتقى الأديان”، تحت شعار “تحديات الهوية في عصر الغيبة”، وذلك برعاية الأمانة العامة للمزارات الشيعية الشريفة، وبمشاركة نخبة من العلماء والباحثين من مختلف الدول.
الافتتاح الرسمي
بدأت مراسم الافتتاح بتلاوة آياتٍ من الذكر الحكيم بصوت القارئ الدولي الحاج عامر الكاظمي، الذي أضفى بجمال صوته أجواءً روحانية على الحضور، تبع ذلك وقوف الجميع احتراماً للنشيد الوطني العراقي، في لحظة عبّرت عن روح الانتماء والوفاء للوطن. ثم قرأ الحاضرون سورة الفاتحة ترحماً على أرواح شهداء العراق، الذين بذلوا دماءهم من أجل العزة والكرامة.
عُرض بعد ذلك فيلمٌ وثائقي استعرض مسيرة المؤتمر منذ انطلاقه، متناولاً أبرز المحاور التي تناولتها الدورات السابقة، ومسلطاً الضوء على دور المؤتمر في تعزيز الحوار بين الأديان وترسيخ القيم الإنسانية المشتركة.
كلمات الافتتاح والترحيب
توالت بعد ذلك الكلمات الترحيبية التي استهلها الأستاذ حسن هادي عليوي الجبوري، المشرف العام على المؤتمر، حيث تحدّث عن الدور المحوري لمزار الصحابي الجليل سلمان المحمدي (عليه السلام) في جمع القلوب وتعزيز مفاهيم التسامح والتعايش السلمي.
كما ألقى الأستاذ حسين اللامي، الوكيل الديني والثقافي في ديوان الوقف الشيعي، كلمةً نيابةً عن معالي رئيس الديوان المحترم، أكّد فيها على أهمية الهوية الدينية والثقافية في ظل المتغيرات العالمية، ودور العلماء والمفكرين في مواجهة التحديات الفكرية التي تعصف بالمجتمعات.
ثم جاء دور كلمة المهندس علي صاحب جبر الجبوري، الأمين العام للمزارات الشيعية الشريفة، التي تناول فيها الجهود الكبيرة التي بُذلت لتنظيم المؤتمر، والدور الذي تلعبه المزارات الشيعية في الحفاظ على الإرث الثقافي والديني.
أعقبتها كلمة اللجنة التحضيرية، قدّمها سماحة السيد علاء الدين الحسني (دامت توفيقاته)، حيث تناول في كلمته أهمية هذا الملتقى باعتباره منصةً تجمع المفكرين والباحثين من مختلف الاتجاهات، من أجل ترسيخ القيم الدينية المشتركة والتأكيد على أن العراق سيبقى حاضنةً للحوار والتعايش.
الفعاليات الثقافية والفكرية
بعد الكلمات الافتتاحية، استمع الحضور إلى قصيدة شعرية ألقاها الشاعر محمد العجيبي، استعرض فيها القيم السامية التي دعا إليها الصحابي الجليل سلمان المحمدي (عليه السلام)، وربطها بواقع التحديات الفكرية التي تواجه المجتمعات الإسلامية اليوم.
كما شهد المؤتمر ندوةً حوارية جمعت ممثلين عن مختلف الأديان والعتبات المقدسة، حيث ناقش المشاركون سبل تعزيز التفاهم المتبادل والتعاون بين الأديان لمواجهة التطرف الفكري، وترسيخ مبدأ الاحترام المتبادل بين الشعوب والثقافات.
الجلسات البحثية
انطلقت بعد ذلك الجلسات البحثية، التي توزعت على ثلاث قاعات حملت أسماء شخصيات إسلامية بارزة، ترسيخاً لمكانتها التاريخية:
1. القاعة الأولى (قاعة المؤتمرات):
ترأسها الأستاذ الدكتور طلال خليفة سلمان.
كان مقررها الأستاذ المساعد الدكتور كميل طالبه المالكي.
2. القاعة الثانية (قاعة الشهيد الشيخ محمود المدائني “رحمه الله”):
ترأسها الأستاذ الدكتور حيدر عبد الزهرة هادي.
كان مقررها الدكتور مخلص بلاسم سعدون.
3. القاعة الثالثة (قاعة الصحابي الجليل حذيفة بن اليمان “رضوان الله عليه”):
ترأسها الأستاذ الدكتور محمد حسين مهاوي.
كان مقررها الأستاذ الدكتور مسلم كاظم عيدان الشمري.
وقد شارك في المؤتمر 40 دولة بأكثر من 100 بحث علمي، تناولت مواضيع متنوعة، من بينها التحديات الفكرية في عصر الغيبة، الهوية الدينية في ظل العولمة، ودور المراكز الدينية في تعزيز السلم المجتمعي.
اختُتِمت فعاليات المؤتمر بتوزيع الهدايا التقديرية على أعضاء اللجنتين التحضيرية والعلمية، وكذلك تكريم الباحثين المشاركين تثميناً لجهودهم العلمية، وسط أجواءٍ احتفالية عبّرت عن النجاح الكبير الذي حققته هذه النسخة من المؤتمر.
كما أوصى المشاركون بضرورة استمرار المؤتمر وتطويره في السنوات القادمة، مع التوسع في المحاور البحثية، ليكون هذا الملتقى أحد ثمار الجهود المباركة لمزار الصحابي الجليل سلمان المحمدي (عليه السلام)، ورافداً فكرياً للحوار الإنساني العابر للحدود.